الطفلة الصغيرة في الهيكل – الجزء الثاني
By: Fr Tadros Malaty
رئيس الملائكة يُبشِر بالحبل بيوحنا المعمدان
اعتاد بعض الفتيان أن يجتمعوا معًا ويقرأون فصلاً من الكتاب المقدس. قرأ الفتى لوقا الاصحاح الأول من إنجيل معلمنا لوقا البشير. بعد قراءته طرح الفتى أنطوني السؤال التالي: لماذا بشّر رئيس الملائكة جبرائيل العذراء الصغيرة القديسة مريم، قائلاً: “هوذا اليصابات نسيبتك هي أيضًا حبلى بابنٍ في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوّة عاقرًا، لأنه ليس شيء غير ممكنٍ لدى الله” (لو 1: 36-37)؟
في وسط الحوار بين هؤلاء الفتيان إذا بنور أشرق عليهم، وظهرت لهم أم النور، وسألتهم: “فيم أنتم تتناقشون؟ اجاب أنطوني: لدينا يا أمي أسئلة كثيرة بخصوص بشارة رئيس الملائكة جبرائيل لكِ بحبل القديسة اليصابات منذ ستة شهور من ظهوره لك. ظهوركِ لنا الآن يفرح قلوبنا، وإجابتك على أسئلتنا تُبهج نفوسنا.
قالت القديسة أم النور: إني أُسر بأسئلتكم يا أبنائي الأحباء.
سألها أنطوني: كيف دعا رئيس الملائكة اليصابات نسيبتك، وهي حتمًا من سبط لاوي لأنها زوجة زكريا الكاهن الذي من سبط لاوي ولا يجوز له ككاهنٍ أن يتزوج من سبطٍ آخر، بينما قداستكِ ابنة داود من سبط يهوذا وخطيبك يوسف أيضًا ابن داود من سبط يهوذا؟
أجابت القديسة مريم: حقًا أليصابات من سبط لاوي وأنا من سبط يهوذا. لقد دعاها نسيبتي ليس لأنها تمّت لي بصلة قرابة جسدية، وإنما يقصد بكلمة “نسيبتك” أنها من جنس البشر مثلك, فأنا كرئيس ملائكة فرحت منذ ستة شهور، إذ سمعت أن العاقر أليصابات حبلت بإنسانٍ عظيم قال عنه ملاخي النبي على لسان الرب: “هأنذا أرسل ملاكي، فيهيّئ الطريق أمامي” (ملا 3: 1).
لقد فرح النبي ملاخي بهذا الخبر المفرح بخصوص الملاك الذي يهيّئ الطريق للمسيا كلمة الله المتجسد، ونحن السمائيون أيضًا فرحنا بهذا الخبر. فكم وكم أنتِ من جنس البشر تفرحين لأليصابات العاقر أنها حبلت بمن دعاه الرب “ملاكي”. نحن السمائيون نفرح معكم عند سماعنا كل خبرٍ سارٍ ومبهجٍ لكم، وأنتم تفرحون حينما يتمتع أحدكم بعملٍ إلهي عظيمٍ.
أنا أعلم أنكٍ تفرحين لأليصابات التي أدعوها نسيبتك، وهي تفرح حينما تلتقي بها وتقول لك: “من أين لي أن تأتي أم ربي إليّ؟!” (لو 1: 43)
الله الذي خلق جميع السمائيين وأنتم البشر، يُسرّ أن نحب بعضنا البعض وأن نفرح مع الفرحين.
بعد دقائق تقدم الفتى بافلي ليسأل أم النور بخصوص هذه البشارة بحبل اليصابات. قال لها: العجيب أن رئيس الملائكة أخبرك بهذه البشارة بعد أن بشّركِ بتجسد كلمة الله فيكِ، ولم ينتظر قولكِ: “هوذا أنا أمة الرب، ليكن لي كقولك” (لو 1: 38). هل قدّم لكِ هذه البشارة لتتأكدي أن الله هو إله المستحيلات، وليس شيء مستحيلاً عليه؟ فما فعله مع العاقر يفعله مع البتول مع الفارق بين البشارتين؟!
أجابت أم النور: “حتمًا أدرك رئيس الملائكة أنني أؤمن بأن الله إله المستحيلات، وفي سؤالي له: كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً، أدرك أنني لست متشككة في قدرة الله، إنما كنت أطلب الإجابة على هذا السؤال لكي تعرف كل الأجيال القادمة أن المولود مني ليس من زرع بشر، وأنني كبتولٍ مُكرسة للعبادة ولخدمة الرب يلزمني أن أسأل حتى يعرف كل إخوتي ما وراء سرّ تجسد كلمة الله”.
سأل أيضًا الفتى لوقا: ما هي مشاعرك يا أمي وأنتِ في حوارٍ ممتعٍ مع رئيس الكهنة؟
أجابت أم النور: أقول لك يا ابني العزيز لوقا، لقد عشت حوالي تسع سنوات في الهيكل منذ كنت في الثالثة من عمري حتى بلغت الثانية عشر. حقًا التقيت مع العاملين في الهيكل من كهنة ولاويين وخدام وأيضًا مُكرسين ومكرسات صغيرات في السن، ولكنني أنا مدينة لوالديّ يواقيم وحنة. فمنذ طفولتي تدربت على أياديهما أن السماء قريبة جدًا مني أكثر من قربهما لي. لهذا في الهيكل كنت أشعر كأن عرش الله السماوي أقرب إليَّ من العاملين في الهيكل.
ظهور رئيس الملائكة لي كان في الحقيقة امتدادًا طبيعيًا لتعاملي مع السمائيين. بل كنت أشعر أن رب السمائيين أقرب إليّ من كل الذين كانوا حولي بالجسد.
كنت أشعر مع صغر سنّي لا احتاج لمن يشرح لي ما كان يقوله لي رئيس الملائكة جبرائيل، إذ كنت أتلامس مع نعمة الله العاملة فيّ.
إني أفرح بصداقتكم أيها الفتيان الصغار مع بعضكم البعض. إذ كنت وأنا في نفس عمركم أتعامل مع السمائيين كأصدقاء، أفهم لغتهم ويفهمون هم لغتى. هم لا يتكلمون بلغاتنا البشرية، لكن ملامحهم وسلوكهم تكشف عمًا في داخلهم نحوي أنا الفتاة الصغيرة.
كنت أشعر أني أسعد شخص على وجه الأرض، لم يشغلني شيء مما هو حولي. أشعر أنني أتكئ على صدر الله، وهو يضمني إلى أحضانه. مع كل صباح أشعر أنه بداية أسعد يوم في حياتي. حقًا كنت أصلي لوالديّ، بل ولكل البشرية، الذين كنت أعرفهم والذين لم أكن أعرفهم.
لم أذكر قط أنني كنت مضطربة لسبب أو آخر، ولا أخشى من مرضٍ معين أو من الظلمة أو من إنسانٍ عنيف. لم أكن أنشغل بيوم خروجي من العالم، لأني أحسب كل أيام حياتي على الأرض أشبه بلحظةٍ أو لحظاتٍ تنتهي وأعبر إلى المسكن الأبدي.
إذ توقفت القديسة مريم أم النور عن الكلام، سألتها الفتاة ماكرينا: لماذا انطلقتِ يا أمي المحبوبة وكنتِ مسرعة على جبال يهوذا؟ هل أخبرتي القديس يوسف بما جرى من حوار بينك وبين رئيس الملائكة جبرائيل قبل انطلاقك على جبال يهوذا؟
أجابت القديسة مريم: وقعت القرعة على القديس يوسف لكي أكون تحت رعايته، لأنه لم يكن يُسمح لفتاة أن تبقى في الهيكل بعد أن تبلغ الثانية عشر من عمرها.
بالحقيقة كان أشبه بوالدي، لأني أحبه كأبٍ وقورٍ، يسلك بروح القداسة. وكان حكيمًا في تصرفاته، كلماته قليلة للغاية، يثق فيِّ، ويهتم بكل احتياجاتي. كان محبًا للعبادة بالروح، زاهدّا في كل شيءٍ.
لم أخبره بما أخبرني به رئيس الملائكة. أدركت أن موضوع حملي بكلمة الله الذي يتجسد فيّ حتمًا سيخبره به الله بطريقٍ أو آخر.
أخبرته أنني سأزور زكريا الكاهن وزوجته اليصابات. أما هو فلم يسألني عن ما وراء هذه الزيارة.
عادت ماكرينا تسألها: “هل فكرتِ في تقديم هدية للكاهن وزوجته وللجنين الذي في بطنها؟
أجابت أم النور: أخذت للثلاثة أروع هدية ينتفعون بها.
ماكرينا: وما هي هذه الهدية؟
أم النور: هدية ثمينة للغاية وهي لقاؤهم مع الجنين الذي في بطني. قام هذا الجنين بدور رائع في حياة الأسرة كلها.
- حينما دخلت بيت اليصابات، أدركت بتجسد الكلمة الإلهي، لذلك قيل: “فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت اليصابات من الروح القدس…” (لو 1: 41).
التقى الجنين يوحنا المعمدان مع الجنين الذي في بطني فارتكض بابتهاج (لو 1: 44). لقد تشبه بالملك داود الذي رقص متهلِّلاً أمام تابوت العهد الذي كان يشير إلى الحضرة الإلهية (2 صم 6: 16).
2. ارتكض يوحنا في بطن أمه الجنين العاجز عن الكلام، وهو نوع من التسبيح لله.
- صار بيت زكريا وأليصابات سماء ثانية، سبّح الكل للكلمة المتجسد، كل واحد بأسلوبه. فالجنين يوحنا رقص مبتهجًا. واليصابات صرخت بصوتٍ عظيم وقالت: مباركة أنتِ في النساء، ومباركة هي ثمرة بطنك، فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ (لو 1: 43). وتهللت نفس الكاهن زكريَّا الذي كان عاجزًا عن الكلام إلى يوم ميلاد يوحنا ابنه. وشاركت أنا في التسبيح وقلت:
“تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي. لأنه نظر إلى اتضاع أمته.
فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوّبني، لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه قدوس. ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتّقونه.
صنع قوة بذراعه. شتّت المستكبرين بفكر قلوبهم، أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتّضعين.
أشبع الجياع خيرات وصرف أغنياء فارغين.
عضّد إسرائيل فتاه ليذكر رحمه، كما كلّم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد” (لو 1: 46-55).
لماذا اختار السمائيون التبشير للرعاة؟
تطلع مارك إلى أم النور، وسألها: “ما هي مشاعرك يا أم النور أنتِ والقديس يوسف حينما لم تجدا موضعًا تستريحان فيه فالتجأتما إلى مزود للبقر، وتمت ولادتك للطفل يسوع في المزود؟”
أجابت أم النور: “ما كان يشغلني يا ابني مارك ليس البحث عن موضع تتم فيه الولادة، إنما ما كان يشغلني محبة الله العجيبة لضعفي، وارساله لي رئيس الملائكة جبرائيل ليبشرني بميلاد يسوع المسيح. وقد ربطت هذه البشارة بما كنت أفكر فيه خلال التسع سنوات وأنا في الهيكل.
سألت أستير أم النور: ما هي مشاعرك يا أمي حينما ذهبتِ مع والدك يواقيم ووالدتكِ حنة إلى هيكل الرب؟
أجابت أم النور: “شعرتُ أنني في بيتي، خاصة وقد رأيت رجلاً كبير السن، فكنت أدعوه: “جدي سمعان”، وكنت أسمعه وهو يتحدث مع رئيس الكهنة والكهنة واللاويين والفريسيين وغيرهم. بعد فترة عرفت أنه كان أحد أفراد جماعة تبلغ 72 شخصًا يجيدون الآرامية واليونانية، اختارهم الملك بطليموس لترجمة كتابنا المقدس (العهد القديم) ليحتفظ به في مكتبة الإسكندرية الضخمة.
فيما كان منهمكًا في الترجمة توقفت عند عبارة وردت في سفر إشعياء النبي عن المسيَّا: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل (إش 7: 14). ارتبك هذا الشيخ الوقور وتساءل في داخله: هل يمكن لعذراء أن تحبل وتلد ابنًا بدون زواج؟ شعرت أن غير اليهود سيسخرون من هذه العبارة، لأنه لم يُسمع قط منذ أيام آدم وحواء أن عذراء تحبل بدون الارتباط برجلٍ.
استبدل جدي سمعان كلمة عذراء بكلمة “فتاة”، والعجيب أنه في نفس اليوم وجدها قد مُسحت وكُتبت “عذراء”، وتكرر هذا الأمر في اليوم الثاني واليوم الثالث. في وسط هذا الارتباك صلى إلى الله سائلاً عن هذا الأمر، فظهر له ملاك وأخبره أنه لن يموت حتى يرى بعينيه الطفل الذي سيولد من عذراء.
اشتاق هذا الجد المؤمن أن يرى هذا الطفل الذي تحدث عنه الملاك. وإذ طال به الزمن اشتاق أن ينطلق بسلام من هذا العالم، وفي نفس الوقت كان مبتهجًا أنه سيرى مولود العذراء.
سمعت عن هذا الأمر وكنت أتساءل تُرى من هذه العذراء المُطوّبة التي يمنحها الرب ابنًا ليس من زرع رجل. كعادتي كنت أصلي من أجل هذا الأمر، ولم أفاتح فيه أحد قط حتى الكهنة واللاويين الذين كانوا يحبونني.
كثيرًا ما كنت اسمع من الكهنة واللاويين وغيرهم من العاملين في الهيكل والذين كانوا يقدمون تقدمات وذبائح للرب يتحدثون عن قرب مجيء المسيّا الملك العظيم الذي يحرر اليهود من الاستعمار الروماني. ومما أثارني أنني لم أسمع أحدهم يصلي بجدية ليتعرفوا عن مجيء مولود العذراء.
لم أتجاسر قط أن أسأل جدي سمعان الشيخ عن هذا الأمر حتى لا أحرجه، لأني كنت أعلم حتى إلى يوم خروجي من الهيكل وخطبني القديس يوسف النجار أنه لم يكن يعرف متى يتحقق هذا الوعد الإلهي له.
عاد الفتى مارك يسأل أم النور: “ما هي مشاعرك يا أمي من جهة ولادة الطفل يسوع في مزود؟”
أجابت أم النور: “ما كان يشغلني أنني أصغر من أن أفكر في هذا الأمر. فقد بشرني رئيس الملائكة جبرائيل أن الروح القدس يحلّ عليّ وقوة الآب تظللني والابن القدوس يتجسد فيّ. هذه البشارة الخاصة بميلاد مخلص العالم والصادرة من الله ليست في حاجة إلى من يدبر أمرها.
عادت أستير تسأل أم النور: “لماذا لم يرسل الله ملاكًا يبشر رئيس الكهنة أو الكهنة أو اللاويين أو الفريسيين أو أحد العاملين في الهيكل بتجسد ابن الله فيكِ يا أم النور؟
أجابت أم النور قائلة:
أولاً: الله بحكمته الإلهية يود تأكيد أن ابن الله تجسد ليتمم الخلاص ليس لشعب معين دون بقية الشعوب، ولا لفئة معينة دون بقية الفئات. لذلك أرسل جوقة من الملائكة للرعاة الساهرين بغض النظر عن جنسياتهم أو مركزهم الاجتماعي أو إمكانيّاتهم، كما أرسل كوكبًا يقود المجوس الذين من الأمم ليتمتعوا برؤية طفل المزود.
ثانيًا: يبدو أن الرعاة وأيضًا المجوس كانوا مشتاقين إلى التمتع برؤية المخلص فأعطاهم الرب سؤل قلوبهم، بينما لم يهتم الكهنة باللقاء مع المخلص مع أنهم أرشدوا هيرودس الملك عن المدينة التي وُلد فيها، إذ يقول متى البشير: “فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح؟ فقالوا له في بيت لحم اليهودية، لأنه هكذا مكتوب بالنبي. وأنتِ يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل” (مت 2: 3-6).
ثالثًا: أكد الكتاب المقدس أن جوقة الملائكة ظهروا للرعاة الساهرين على الغنم، وكأن الرب أكد مبدأ العدالة الإلهية: “كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير” (مت 25: 21).
رابعًا: لم يرسل الله ملاكًا واحدًا للرعاة بل جوقة من الملائكة، ليعلن وحدة السمائيين مع الأرضيين، وعظمة الحب المتبادل بين السماء والأرض”.
خامسًا: لم يكن الكهنة والكتبة واللاويين في حاجة إلى بشارة الملائكة بميلاد طفل المزود، إذ كان بين أيديهم كتابات الأنبياء الواضحة عنه، وكانوا يقدمون الذبائح الحيوانية التي ترمز لذبيحة الصليب.
سادسًا: رأى الرعاة الطفل يسوع ملفوفًا بأقمطة التي لم تعُقهم عن إدراك مجده الإلهي، بينما سمع الكهنة السيد المسيح ورأوا عجائبه، فاتهموه أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين (لو 11: 15).
سابعًا: كان يليق بالعاملين في الهيكل أن يدركوا قول موسى النبي وبقية الأنبياء “تهللوا أيها الأمم شعبه” (تث 32: 43)، وقول المرتل: “ليُعرف في الأرض طريقك، وفي جميع الأمم خلاصك. فلتعترف لك الشعوب يا الله (مز 66 صلاة باكر في الأجبية).
ثامنًا: يقول القديس مار أفرآم السرياني:
- اليوم ابتهج الحراس، لأن الساهر (دا 4: 13) جاء لإيقاظنا من نوم الخطية العميق.
- لقد نطق الحراس العلويون بالسلام للحراس الساهرين. امتزج الحراس بالحراس، وفرح الكل، لأن العالم جاء إلى الحياة.
- جاء الرعاة حاملين الهدايا من قطعانهم: لبنًا لذيذًا، ولحمًا طازجًا وتسبيحًا لائقًا… اعطوا اللحم ليوسف واللبن لمريم والتسبيح للابن.